أني آسف, شن تاني؟
هذه الكلمة كثيرا ما نسمعها, آسف, معليشي, وغيرها من الكلمات, يقولها الشخص راغبا من المتضرر أن ينسى ما فات دونما لوم أو عتاب, ودونما أن يعمل على تصحيح ما أخطأه.
فالشخص المتضرر لا يهمه أن تتأسف أم لا, أن تكون نادماً أم لا, المهم أن تعوّضه على ما لاقاه.
هذه المسألة هي التي تعاني منها الدول التي مرّ بها الربيع العربي وخصوصا ليبيا وسوريا, فالأنظمة الناصرية والبعثية عندما تشعر أنّها ستسقط تعمل على نقيض ما تنادي به من شعارات تكريس القومية العربية ودعمها, وتتحوّل إلى ذئاب ليل تنهش العرب قبل الغرب, بل تأكل أولادها كي تعيش, وهذه الأنظمة بحكم الواقع وبحكم خططها البارا ايدلوجية, فهي تستعمل كافة الطرق اللا مشروعة في سبيل إطالة حياتها يوم واحد, ومنها أن يستعبدوا من أبناء هذا الوطن الحبيب كي يكون سلاحا فعّالا في دورة الدكتاتورية الدموية ومن بعد سلاحاً فتّاكاً في إذكاء نار الفتنة القبلية والجهويّة والطائفية وغيرها من النعرات النائمة؛ لولا من أيقظها ملعوناً !!!!.
والآن بعد نجاح الثورة الليبية على رأس الفساد وجب التخلص من الجذور المزروعة أيضا في هذه الأرض الطيبة كي لا تبور هذه الأرض ونخسرها ونخسر من عليها!!!.
ومن واجبنا لتتمّة نجاح هذه الثورة المجيدة أن نصفّي القلوب من الأحقاد والضغائن وهذا لا يتم إلا بتكافل الجهود وبالمصالحة الوطنية المبنية على القضاء العادل, فلا محبة ولا رضى بلا قضاءٍ عادل....
هذه خلاصة الكلام... بكل إحترام
مصطفى شقلوف
19-3-2012