حينما تسمع كلمة (الصين). يخطر ببالك تلك المنتجات الرديئة التي يتم استيرادها لك في الأوطان العربية والتي لا تكاد تعيش ربع عمرها الافتراضي، ولكن في الواقع المصنّع الصيني قادر على تلبية طلب التاجر ولكل جودة ثمنها.
جل مالا ينتج في أمريكا والإتحاد الأوروبي يكون مصدره صينيا وبجودة لا غبار عليها!.
وفي أي حرب تجارية بين هذين الكيانين من المعروف أن الخاسر الأكبر هو الجانب الصيني اذ تتراوح صادراته بين 400 إلى 600 مليار دولار بينما الجانب الأمريكي لا تتجاوز صادراته إلى الصين في أفضل الأحوال حاجز 180 مليار دولار وفقا للتقارير الصادرة.
فالحكومة الصينية لازالت تتدرج في الرد على الهجوم الأمريكي فقد فرضت امريكا ضريبة على اكثر من 1200 منتج صيني بينما الصين لم ترد بالمثل تماما بينما فرصت ضرائبا على عدد لا يفوق 500 مننج أمريكي!!.
فالحرب ليست وليدة اليوم او الأمس أو 2017 بل بدأت إلكترونية..
هذا يحظر تويتر وفيسبوك ويوتيوب وواتساب وبالإضافة إلى محرك بحث قوقل بحجة الأمن القومي.
وبالتالي ستنشط خدمات المواقع الصينية مثل wechat و weibo و Baidu وغيرها.
وقد يصل الأمر إلى آبل ايفون الشهير لأن الثاني يحذر من تجسس الصين عبر هاتفي هواوي وسامسونج.
ويتفوق التبادل التجاري الصيني الروسي عن نظيره الصيني الاوروبي بينما يأتي التبادل التجاري الصيني الأمريكي في المرتبة الأولى دون ادنى شك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل الحرب تجارية أم صراع نفوذ؟
الجمهورية الشعبية الصينية على غرار الدول التوسعية لا يهمها الأوضاع السياسية ولا التدخل فيها؛ إلا ما يتداخل في مصالحها، لكنها باتت تتوسع في آسيا وأوروبا والجزء الشمالي من الامريكتين اقتصاديا وهذا ما لاحظته الولايات المتحدة الأمريكية وجارتها كندا عبر انتشار رجال أعمال صينيون في تجارة العقارات في كندا مثلا وعلى صعيد الشركات في الولايات المتحدة.
ووصلت قوة احدى الشركات الصينية وهي AntFinancial قد حاولت الاستحواذ او ضم شركة موني جرام الشائعة الانتشار عالميا.
ناهيك عن مجال العملات المشفرة الذي نشأ يابانيا واصبح بعبع البنوك عالميا وامريكيا ويهدد الصين نفسها، حيث أن العدد الأكبر من مزارع التعدين تتواجد في الصين.
ولا ننسى رغبة الصين في جعل اليوان عملة تبادل تجاري مما يضر بالدولار ويخفف من الطلب عليه.
كذلك اتهامات ترامب للحكومة الصينية بالتلاعب في اسعار صرف عملتها.
لا أخفيكم أن عملقة التنين الصيني تضر بجيرناها الآسيويين كذلك ألمانيا على السواء كمنافسين صناعيين.
وبعد كل ما ذكر من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن تخشى التنين الصيني!
مصطفى شقلوف
محلل فني معتمد للاسواق المالية
١٥/٦/٢٠١٨