الثلاثاء، 28 فبراير 2012

حينما يختطف الربيع؟!

حينما يختطف الربيع؟!
فصل الربيع الذي نتمناه تكثر فيه الخضرة وتزدهي فيه الدنيا بألوان شتى , أما الربيع الذي نعنيه هو فصل سالت فيه الدماء أنهاراً فأنبتت أزهارا للحرية.

الربيع العربي رغم رونق اسمه وجمال رسمه إلا أنّه شارك فيه العرب وإخوانهم الأمازيغ والأكراد بكافة الأعمار كباراً كانوا أم أطوار, والجنسين كلا حسب قدرته, ولا نغفل دور المشايخ وكبار السن فقد كان لهم دور كبير في تحفيز الشباب وزيادة هممهم.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما حال هذا الربيع؟ وما حال أهله؟, ومن خطفه؟, وهل سنسكت على فعله؟!!

الربيع العربي يشتكي من قلّة وعي الكثير وقلّة إدراكهم لصعوبة هذه المرحلة بيد أنّ الدول التي شهدت الربيع العربي بحاجة لكل ساعة عمل ناهيك عن يوم كامل من الإضراب وتعطيل الأعمال.

نعم لحرية الرأي والتعبير وهذا ما سعينا لأجله بل ونحلم به, ولكن أن توظف هذه الحرية لتعطيل أعمال الناس, وتعطيل حركة البناء فهذه الأفعال تضع على رؤوس أصحابها علامات استفهام كثيرة ويبقون وحدهم الحلقة الأضعف.

هرب بن علي, وانتخب الشعب التونسي رئيسا ومجلسا للشعب, أزيح مبارك وتم انتخاب مجلس شعب يعكس الشارع المصري, أما الربيع العربي في ليبيا فحالته لا تزال خطيرة ولا يزال في العناية الفائقة رغم أنّ الشباب قدّمو دماءهم على اختلاف فصائلهم الدموية, ولكن من كنّا نعتقد في كونهم أطباء جرّاحين, تبينّ لنا أنّهم جرّاحون بلا طبٍّ!!!.

الربيع العربي يا إخوان في خطر شديد بيد أن الخاطف مجهول الهويّة, مجهول النيّة, غريب الطبائع والشخصيّة, منا وفينا , فنحن الجاني والضحيّة, صدقوني, هذه الحقيقة!!!.

ضحيّة لأننا نسير مسيّرين ونستبشر الخير ولكن لا خير في وجوه القادمين, نعم للحزم مع اللين, فمن تعوّد على عصا الجلاد لأربعة عقود لن يتعود في فترة بسيطة على عصا القانون!!!.

ونحن أيضا جناة مذنبون, مساهمون في خطف الربيع العربي؛ ذاك الربيع الذي لم نحلم به قط, حينما نساهم في أعمال الفوضى ومخالفة القوانين الأخلاقية والنواميس الطبيعية بداعي " ليبيا حرّة " والحريّة كالذهاب عكس الطريق على سبيل المثال لا الحصر.

ثقافة القوّة يجب أن نتخلص منها ونخلّص أنفسنا منها ونعطي كل ذي حقّ حقه, فبات من يحمل سلاحه يظنّ نفسه حازت الدنيا وما فيها, ولا يجرأ أستاذه على توبيخه حينما يخطئ ولا أن يطلب من التاجر ثمن المشتريات, في أعمال فاقت منتسبين كتائب الطاغية سابقا!!!

يجب علينا محاربة أولئك الخاطفين...بالحزم واللين...ثرنا من أجل النظام, والآن نريد تطبيقه.....رسالة لكل ثائر....رجاءا من كل ثائر!.......الربيع يرجوكم : " لا تخذلوني!!!!!!! ".

مصطفى شقلوف

29-2-2012


الأحد، 26 فبراير 2012

الهروب من الجماهيرية والعودة إليها!!

الهروب من الجماهيرية والعودة إليها!!

تتعدد الطرق تختلف وتتقاطع المصالح صديق اليوم هو عدوّ الغد, عدوّ الماضي هو حليف المستقبل وهكذا...
ولكن ثورات العالم العربي أو الربيع العربي أثبتت لنا هزالة وخراع ديكتاتوريو العرب وزيف وخداع نظريّاتهم التي أشبعونا وامتلأت أشرطة الكاسيت بها, حيث تبيّن لنا أنها مجرد شعارات للاستهلاك كالقومية والوحدة والممانعة وغيرها الكثير, مع أول اختبار حقيقي سقطت هذه الأقنعة وتبيّن لكافة الشعوب العربية مدى الكذبة الكبيرة التي كنا نعيشها سويّة, سفسطة كبيرة كنا نحن نعايشها ونحن الشهود والمجني عليهم معا!!.

الشعب الليبي عاش تجارب فريدة من نوعها فهو في رحلة كفاح منذ أن وجد فهو لم نعرف عليه مدة ارتاح فيها من الغزو والحروب؛ من احتلال اليونان والرومان إلى الاحتلال التركي والإيطالي وأخيرا القذافي., وهو ما نتشارك فيه سويّا مع الشعب السوري فهم أيضا عانو من كثرة الحروب والاحتلال من الرومان إلى الإنجليز و الأتراك فحزب البعث الأسدي حاليا.

رغم كون الدكتاتوريين بشار والقذافي ينتميان لمدارس فكرية مختلفة وتتقاطع في نقاط ولكن ثمة اختلاف بيّن, فالأول بعثي والآخر ناصري, ناهيك على أن الأول اهتم ولو قليلا بالعلم والسياحة لزيادة مداخيل دولته الفقيرة من النفط مقارنة بالثانية, بينما الآخر دمّر الصحة والتعليم وبدّد ثروات البلاد دونما رادع والحصيلة؛ الأول مجرم والثاني صاحب دكتوراء لم يتوصل لفهمها لا فرويد ولا أساطير علماء النفس!!.

ولكن سؤال يراودني كثيرا , لماذا لا يتعلم الدكتاتوريون من أخطاء بعضهم بعضا؟ لماذا لا نرى الإبداع في حلولهم التلفيقية؟ يخرج علينا سيف القذافي - ذو الإصبعين – بفكرة الجماهيرية الثانية , ويخرج علينا نظام الأسد بدستور جديد فيه تكريس للنظرية الجماهيرية المزعومة حيث يقول " الشعب يحكم نفسه بالشعب " وهي تحوير لـ " الشعب يحكم نفسه بنفسه " كما وردت في كتاب القذافي الأخضر.
هل الناس عندما خرجت وضاق صدرها كانت مطالبة بأن تستبدل جلّادا بجزّار؟
هل كانت النظرية الظلامية الثالثة هي الحل لما يطالب بها الشعب السوري؟
أتوقع أن بشار الأسد يجهّز كتابا أخضرا بنكهة شامية!!! يالسخافة المستبدين يا للعجب!!

مصطفى شقلوف