الهروب من الجماهيرية والعودة إليها!!
تتعدد الطرق تختلف وتتقاطع المصالح صديق اليوم هو عدوّ الغد, عدوّ الماضي هو حليف المستقبل وهكذا...
ولكن ثورات العالم العربي أو الربيع العربي أثبتت لنا هزالة وخراع ديكتاتوريو العرب وزيف وخداع نظريّاتهم التي أشبعونا وامتلأت أشرطة الكاسيت بها, حيث تبيّن لنا أنها مجرد شعارات للاستهلاك كالقومية والوحدة والممانعة وغيرها الكثير, مع أول اختبار حقيقي سقطت هذه الأقنعة وتبيّن لكافة الشعوب العربية مدى الكذبة الكبيرة التي كنا نعيشها سويّة, سفسطة كبيرة كنا نحن نعايشها ونحن الشهود والمجني عليهم معا!!.
الشعب الليبي عاش تجارب فريدة من نوعها فهو في رحلة كفاح منذ أن وجد فهو لم نعرف عليه مدة ارتاح فيها من الغزو والحروب؛ من احتلال اليونان والرومان إلى الاحتلال التركي والإيطالي وأخيرا القذافي., وهو ما نتشارك فيه سويّا مع الشعب السوري فهم أيضا عانو من كثرة الحروب والاحتلال من الرومان إلى الإنجليز و الأتراك فحزب البعث الأسدي حاليا.
رغم كون الدكتاتوريين بشار والقذافي ينتميان لمدارس فكرية مختلفة وتتقاطع في نقاط ولكن ثمة اختلاف بيّن, فالأول بعثي والآخر ناصري, ناهيك على أن الأول اهتم ولو قليلا بالعلم والسياحة لزيادة مداخيل دولته الفقيرة من النفط مقارنة بالثانية, بينما الآخر دمّر الصحة والتعليم وبدّد ثروات البلاد دونما رادع والحصيلة؛ الأول مجرم والثاني صاحب دكتوراء لم يتوصل لفهمها لا فرويد ولا أساطير علماء النفس!!.
ولكن سؤال يراودني كثيرا , لماذا لا يتعلم الدكتاتوريون من أخطاء بعضهم بعضا؟ لماذا لا نرى الإبداع في حلولهم التلفيقية؟ يخرج علينا سيف القذافي - ذو الإصبعين – بفكرة الجماهيرية الثانية , ويخرج علينا نظام الأسد بدستور جديد فيه تكريس للنظرية الجماهيرية المزعومة حيث يقول " الشعب يحكم نفسه بالشعب " وهي تحوير لـ " الشعب يحكم نفسه بنفسه " كما وردت في كتاب القذافي الأخضر.
هل الناس عندما خرجت وضاق صدرها كانت مطالبة بأن تستبدل جلّادا بجزّار؟
هل كانت النظرية الظلامية الثالثة هي الحل لما يطالب بها الشعب السوري؟
أتوقع أن بشار الأسد يجهّز كتابا أخضرا بنكهة شامية!!! يالسخافة المستبدين يا للعجب!!
مصطفى شقلوف