ثورة شعب ام ثورة ثيران
علينا أن نعي أن الثورة ما كانت لتكون لولا تظافر عوامل عديدة ساعدت في تفتيت صروح الظلم ومنها:
- مركزية الظلم : أي أنه تم العدل بين جميع فئات المجتمع الليبي من جانب الظلم بنسب متفاوته ظهرت للعيان وفق توقيت إنشقاق تلك الجهة أو القبيلة.
- جهل أتباع الطغاة بطبيعة الشعب الليبي : نعم فلم يتعلم سيف خليفة أبيه من سياسة الأب الناجحة وهي "اقتل اقتل اقتل " وإنما سعى لتلميع صورته وأبيه في الخارج وسعى لاستحداث نظام " جماهيري II " ساهم فيه بجلب معارضين سابقين للاب بعد تقديمهم التوبة عن اثمهم في الخروج عن سلطة الحاكم بأمر الله أبيه! !
ومن ثم خرج علينا بسياسة الخطوط الحمر .. الكتاب الأخضر ، والنظام الجماهيري ، وملك الملوك معمر القذافي !!
وأيضا بدئ الثورة لم يفهم الطغاة طبيعة هذا الشعب أيضا " العناد وتسكير الراس" ولو "جيتهم بالعصا والدم " سيزدادون عندا فوق عندهم ... وثارت مدن وصار دفاعهم مستميتا نظرا لسياسة فاشلة أخرى استعملها اتباع الطغاة وهو سلاح " الفياغرا " فأصبح أولئك الثوار يشترون الموت حماية لمن خلفهم من النساء !! .
- عداوات مشتركة : فرأس النظام السابق لم يدع بقعة لم يخلق بها عداوة مع النظام الحاكم ... رغم انه ناصري كما يدعي واشتراكي وعروبي وقائد للمسلمين بغض النظر عن تلك التناقضات بين الصفات في شخص واحد.
وتلك العداوات مع أهل الخليج تارة والمغرب تارة أخرى والسودان وغيرها انقلبت ضده دعما للثورة ، هو فشل في النجاة بل لا ملجأ له وهو يعرف !!
-القبلية : وان كانت أساس حكم النظام الذي ارتكز عليه فقد كانت تلك النقطة أيضاً سببا في الثورة عليه ... فهو قد عمد على الاهتمام بقبائل بعينها نظرا لثقلها في المنطقة أو عدد سكانها وما قام به من تسليحهم وجعلهم شوكة في حلق الجوار وتأجيج الفتن ، فمن المعلوم أن القبيلة لا يمكن أن تسكت عن الإساءة لأحد أبناءها والثأر تقوم لاجله حروب كالبسوس ... ناهيك عن لو كان الامر متعلقا بقضايا الاغتصاب !!
أما اليوم ايها الأحرار فليس غريبا أن نرى هذا يسجن ذاك بداعي " الطحلبة " وذاك يسرق أرضا ملك الدولة او " بوسكو" بعد حريق مفتعله هو واتباعه !! القتل على الهوية ... التطرف بأنواعه السحت ، الرشاوى والتكبير !!!
فبراير تنادي أبناءها الحقيقيين الشرفاء ... تتنادى أين مبادئي التي ثرتم لأجلها ... العدل والعدالة الاجتماعية أم كانت كلمات لأجل الاستهلاك!!
مصطفى شقلوف
22.06.2013