تاورغاء ..تلاقح الظلام
المتابع للمشهد السياسي الليبي قبيل الثورة وما بعدها لا يجد الكثير من الفروقات اللهم بعض التسميات التي تغيرت دون أن يتبعها تغيير في الجوهر نفسه .. فالظلم الذي كان مصدره شخص واحد يقود قطيعه أنى شاء الآن ذاك الشعب امتلك نفس الروح القوية التي تحث على الظلم ولا تتردد في توزيعه بالمجان على مستحقه!!
ولعل أبرز الدلائل على الظلم ولو بداعي الثأر هو تهجير تاورغاء عن وطنهم ... والأدهى هو فكرة مجنونة يبحث فيها أصحابها عن موطن بديل لهم ... فهل من العقل أن نبحث عن " كامبو " لمن له بيت ؟؟ ...
أنا لا أشك في مدى الألم الذي عايشته مصراته رجالاً ونساءا ولكن ما أجزم صحته أن تهجير بني تاورغاء لن يرجع الغائب ولن يرجع شرف نساء مصراته المصون بالدم .
إني متأكد من أن الكثير من بني مصراته متفقون معي لولا الخشية من أن يتهمهم البعض بداء " الطحلبة " وكأنما الحقيقة حكرا على طرف دون الآخر! !
ومتأكد من أنه كذلك سيواجهني البعض بتلك الجمل المكررة "مشفتش شن صارلهم..الخ" أي نعم لم يبتليني الله كما ابتلى البعض منهم ولكن الحرص على أخذ حقنا بالقانون أولى وأجدر، فأي قصاص لا يأخذ سبيله في أروقة وساح القضاء والعدل يفقد أهميته ويعد تعديا على الناس ...
تاورغاء لن نستطيع اجلاءها وعودة الأبرياء منهم حتمية ويؤيدهم سلطان الشرع والشرعية ، كما لم يستطع الطغاة إنهاء واركاع مصراته بعد حرب من عشر محاور او يزيد .. بقيت مصراته وذهب رأس الطغاة ولازال الفروع ومصيرهم الى زوال .
أيا احبتي لنعلي صوت الايمان بالحق والعدل تسمو وتعلو الأوطان .. ايا احبتي صونوا كرامة الوطن فبكرامته كرامتنا حقا تصان!!
مصطفى شقلوف
17.06.2013